هذه الصورة ذكرتني

أخذت خلال أوائل سبعينيات القرن الماضي

هذه الصورة للباحث والشاعر والفنان

(منيرتاج الدين منير السيلاوي)

ألا ليت الشباب يعــود يوما ـــــ فأخبره بما فـعل المشيب

هذه الصورة ذكرى (أيام عملنا بالهيئة العامة للمسرح والموسيقى

والفنون الشعبية) التي كان يرأس إدارتها الأستاذ الفاضل الأديب

والفنان (عبد الحميد الصادق المجراب) وأسست عام 1973م ،

وقد كان للثقافة والفنون شأن كبيرفي زمنها حسدت عليه ، فألغيت

عام 1981م ، وذلك نظرا لنجاحها في إحداث قفزة نوعية وهامة

في مجال تخصصها ، ووزع موظفوها(الفنانون الحقيقيون كل في

مجال عمله يسيره على أحسن وجه) المسرح بمسرحييه ، والفـن

التشكيلي برساميه والفنون الشعبية بفنانيها المتخصصين وأعضائها

ومركز التراث بكوادره المدربة وكذلك المكتبة العامة وأستوديــو

الإنتاج والإرشيفين الإداري والمالي ، حيث كان الجميع ينتمون

الى شريحة (الفنانين بمختلف تخصصاتهم) ولا غريب بينهم في

هذا الصرح الذي دمر بعد بناءه وثعب فيه فنانينا ومثقفينا كثيرا

ليجدوا أنفسهم بعد هدمه مهمشين ومغضوب عليهم حتى خصمت

مرتباتهم في يوم ما بأعذار واهية غايتها إحتقارهم وإذلالهم فآثر

الكثيرين (وأنا واحد منهم) التقاعد وفضلوه على الإستمرار في

الكذب على نفس فبل الكذب على الناس ، وقد كان ذلك في

عام 1994م .

فهل نطمع في العهد الجديد بأن نرى فنانينا ومثقفيا هم من يتولى

زمام الثقافة والفنون في بلادنا ،(بعيداعن أشباه المثقفين والفنانين ،

الذين أبعدوا بسلطتهم وتسلطهم في الماضي من هم أكفؤ منهم بل

والمتخصصين في هذا المجال ، حتى خلت لهم الساحة وصاروا

يتاجرون بالفن والفنانين بالتعاون مع المتملقين والوصوليين ))

الباحثين عن المكاسب .

وهل سنرى الرجل المناسب في المكان المناسب (المسرحي في

قيادة المسرح ، والفنون الشعبية يترأسها فنانوها ، وكذلك الفنون

التشكيلية ، والموسيقى ....الخ) بعيدا عن الوساطة والمحسوبية

وتفضيل المصالح الخاصة على مصلحة الوطن الذي ضحى من

أجله الليبيون والليبيات لنبني ثقافة وفنا قاعدتهما(قيمنا الإجتماعية

وتراثنا ومأثوراتنا الشعبية) حتى نستطيع القول بصوت عال إنها

ثقافتنا وفنوننا التي أنتجناها ولم نستوردها من هنا أو هناك ..