المسرح الشعبي الليبي
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأقصــد به ذلك المسرح الحر الشعبي الذي لا يرتبط بمكان ..
ولا أشخاص معينين ..
وكل الأعمال التي تقدم فيه هي :
أعمال تقدم بالفطرة وقد حفظتها الأجيال وتناقلتها على مر السنين ..
وأغـلبها تتناول المواضيع الإجتماعية المرتبطة بالبيئة المحيطة وأيضا
تحاكي قضايا المجتمع ، حيث تؤكد على الإيجابي منها وتفـنذ وتحاول
أن تتصـدى لسلبياتها ..
ولقـد عرف المجتمع الليبي هذا النوع من المسرح منذ زمـن بعـيد جدا
قـد لا نستطيع تحديده بدقة ، ويرجع ذلك الى طول إمتداد العمر الزمني
للسكان بهذه المنطقة ، والذين لم يعرف تاريخ حضور الأوائل منهم ..
اليهــا ..حتى الآن رغم بحوث ودراسات العلماء المتخصصين في هذه
المجالات ، وهو ما يظهر جليا وواضحا في عدم معرفة التأريخ الحقيقي
للسكان (الجـرمنت) الذين كانوا أسسوا حضارة ضخمة لهم في سالف
الأحقاب (بمدينة جــرمة) بالجنوب الليبي ..
وقد أمتد نفوذ دولتهم الى سيناء بمصر شرقا ، والى دواخل أفريقيا حتى
وصلوا الى (تمبكتو) وغـيرها جنوبا وغربا .
هذه الحضارة الضاربة في أعماق التاريخ ..
لم تحضى بالحديث عنها والبحث في أغوارها الى الآن ..
وقد يرجع السبب الى قـلة المعلومات حولها ، والمراجع التي تتـناولها
بالتفصيل الدقـيق ..
حيث ورد في كل المجلدات الستة التي تتحدث عن تاريخ ليبيا الحديث
حول ـ الجرمنت ـ وتاريخهم .. (فقط صفحات لا يزيد عددها في أغلب
الأحوال على خمسة وعشرين صفحة) ..
وهم الذين حكموا أغلب شمال أفريقيا ، وبسطوا نفوذهم على كثير من
أراضيهــا ، وفرضوا الأتاوات على عديد من الدول الجاورة لهـم ..
ومن خلال الرواسب المتبقية والتي يظهر بعضها في عادات وتقاليد
السكان الحاليين المتوارثين لها عن أجيال سابقة .. فإننا نلاحظ مـدى
عمق الحضارة الثقافية لهذه المنطقة ..
وهو ما يظهـر جليا في ممارساتهم الحياتية ، وفيما يقدمونه من أعمـال
فنــية أثناء أحتفالاتهم بالمناسبات المخـتلفة ، وهي تلك التي تقدم فــي
شكل أغاني للخطاب المباشر ..
وعروض فنية تعبيرية راقصة .. وهو ما يعرف بالتمثيل الصامت
(البانتوميم) ..
وجميعهــا تقــدم وسط دائرة أو نصف حلقة من الحضور ..
وهو ما يمكن أن نطلق عليه إسم ( المسرح الشعبي )
منيرتاج الدين منير
ـــــــــــــــــــــــــــــ
السيلاوي/الغريفة