من خديجة المصرية
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(((منقول )))
مسجد ومدرسة السلطان حسن بالقاهرة
[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
( هذه اللوحه الرائعه للرسام الألماني برنهارد فيدلر عام 1878 )
يعد المسجد أكثر آثار القاهرة تناسقاً وانسجاماً، ويمثل مرحلة نضوج العمارة المملوكيه
يتكون البناء من مسجد ومدرسة لكل مذهب من المذاهب الأربعة (الشافعي والحنفي والمالكي والحنبلي).
أنشأ المسجد السلطان حسن بن الناصر محمد بن قلاوون. بدأ البناء في سنة 1356 ميلادية و إكتمل بعدها بسبع سنوات في 1363. قتل السلطان قبل إنتهاء البناء ولم يعثر على جثمانه، ولم يدفن في الضريح الذي بناه في المسجد خصيصاً بل دفن فيه ولده فيما بعد الشهاب أحمد و إسماعيل . مسجد ومدرسة السلطان حسن 757-764 هجرية (1356-1363م) .
أنشأ هذا المسجد العظيم السلطان حسن بن الناصر محمد قلاوون ولى الحكم سنة 748 هجرية (1347م) بعد أخيه الملك المظفر حاجى وعمره ثلاث عشرة سنة ولم يكن له في أمر الملك شيئا لصغر سنه بل كان الأمر بيد أمرائه وما لبث أن بلغ رشده فصفت له الدنيا و إستبد بالملك إلى أن إعتقل سنة 752 هجرية (1351م) و ظل في معتقله منشغلاً بالعلم حتى أعيد إلى السلطنة مرة أخرى في سنة 755 هجرية (1354م) وظل متربعاً في دست الحكم إلى أن قتل سنة 762 هجرية (1361م).
وكان البدء في بناء هذا المسجد سنة 757 هجرية (1356م) و إستمر العمل فيه ثلاث سنوات بغير إنقطاع و مات السلطان قبل أن يتم بناءه فأكمله من بعده أحد أمرائه - بشير الجمدار- سنة 764 هجرية (1363م).
يعتبر هذا المسجد بحق أعظم المساجد المملوكية وأجلها شأنا فقد جمع بين ضخامة البناء وجلال الهندسة، و توفرت فيه دقة الصناعة وتنوع الزخرف، كما تجمعت فيه شتى الفنون والصناعات فنرى دقة الحفر في الحجر ممثلة في زخارف المدخل ومقرنصاته العجيبة.
وبراعة صناعة الرخام ممثلة في وزرتى القبة وإيوان القبلة ومحرابيهما الرخاميين والمنبر ودكة المبلغ وكسوة مداخل المدارس الأربعة المشرفة على الصحن ومزررات أعتاب أبوابها كما نشاهد دقة صناعة النجارة العربية وتطعيمها مجسمة في سورة الكرسى الموجود بالقبة.
أما باب المسجد النحاسى المركب الآن على باب جامع المؤيد فيعتبر مثلا رائعا لأجمل الأبواب المكسوة بالنحاس المشغول على هيئة أشكال هندسية تحصر بينها حشوات محفورة ومفرغة بزخارف دقيقة. وما يقال عن هذا الباب يقال عن باب المنبر.
و هناك على أحد مدخلى القبة بقى باب مصفح بالنحاس طعمت حشواته بالذهب والفضة على أشكال وهيئات زخرفية جميلة جديرة بإقناعنا بعظيم ما يحويه هذا المسجد من روائع الفن وما أنفق في سبيله من أموال طائلة.
و قد إزدحمت روائع الفن في هذا المسجد فإشتملت على كل ما فيه لا فرق في ذلك بين الثريات النحاسية والمشكاوات الزجاجية وقد إحتفظت دار الآثار العربية بالقاهرة بالكثير من هذه التحف النادرة وهى تعتبر من أدق و أجمل ما صنع في هذا العصر.
التصميم
مسجد السلطان حسن من الداخل
أنشئ هذا المسجد على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد إذ يستطرق الإنسان من المدخل الرئيس إلى دركاة ثم ينثنى يساراً إلى طرقة توصل إلى صحن مكشوف مساحته 32 في 34.60 متر.
تشرف عليه أربع إيوانات متقابلة و معقودة أكبرها و أهمها إيوان القبلة تحصر بينها أربع مدارس لتعليم المذاهب الأربعة الإسلامية كتب على كل من أبوابها أنه أمر بإنشائها السلطان الشهيد المرحوم الملك الناصر حسن بن الملك الناصر محمد بن قلاوون في شهور سنة 764 هجرية ويتكون كل منها من صحن مكشوف وإيوان القبلة ويحيط بالصحن مساكن للطلبة مكونة من عدة طبقات بإرتفاع المسجد.
و يتوسط صحن المسجد قبة معقودة على مكان الوضوء تحملها ثمانية أعمدة رخامية كتب بدائرها آيات قرآنية في نهايتها تاريخ إنشائها 766 هجرية وتحيط بدائر إيوان القبلة وزرة رخامية يتوسطها المحراب وعلى يمينه المنبر الرخامى الذي يعد من المنابر الرخامية القليلة التي نشاهدها في بعض المساجد، ويعلو الوزرة الرخامية طراز من الجص محفور به سورة الفتح بالخط الكوفى المزخرف بلغ الذروة في الجمال والإتقان.
وتقوم القبة خلف جدار المحراب - بعد أن كانت تشغل أحد الأركان في المساجد الأخرى وهذا الوضع ظهر في هذا المسجد لأول مرة.
و يتوصل إليها من بابين على يمين ويسار المحراب بقى الأيمن منها بمصراعيه النحاسيين المكفتين بالذهب والفضة بينما فقد مصراعا الأيسر.
و تبلغ مساحة القبة 21 في 21 مترا وارتفاعها 48 مترا، ويرجع تاريخ إنشائها إلى القرن السابع عشر حيث حلت محل القبة القديمة، وبأركانها مقرنصات ضخمة من الخشب نقش أحدهما ليمثل ما كانت عليه باقى الأركان، وتكسو جدران القبة بارتفاع ثمانية أمتار وزرة رخامية يعلوها طراز خشبى كبير مكتوب في نهايته تاريخ الفراغ من بناء القبة القديمة سنة 764 هجرية.
ولهذا المسجد وجهتان هامتان أولاهما الوجهة العمومية وطولها 150 مترا تحليها صفف مستطيلة تنتهى بمقرنصات ومفتوح فيها شبابيك لمساكن الطلبة وتنتهى من أعلى كما تنتهى الوجهة الشرقية والمدخل بكرنيش ضخم من المقرنص المتعدد الحطات والذي يبلغ بروزة حوالي 1.50 متر وكان يعلوه شرفات مورقة أزيلت عن الواجهة العمومية والمدخل في السنين الأخيرة للتخفيف عنه.
وبالطرف الغربي لهذه الوجهة يقوم المدخل العظيم الذي يبلغ إرتفاعه 38 متراً والذي يمتاز بضخامه و زخارفه المتنوعة المحفورة في الحجر أو الملبسة بالرخام وبمقرنصاته الخلابة التي تغطى حجر الباب.
أما الواجهة الثانية فهى المشرفة على ميدان صلاح الدين وتتوسطها القبة تقوم على يمينها المنارة الكبيرة التي يبلغ ارتفاعها 84 مترا تقريبا وعلى يسارها منارة صغيرة أقل من الأولى ارتفاعا. ويرجع تاريخ إنشائها إلى سنة 1070 هجرية = 1659 / 60م.
حالياً
حالياً يعتبر مسجد السلطان حسن من أهم الأماكن السياحية التي يتوافد عليها السياح بمختلف ثقافاتهم، ويحتوي المسجد حاليا على مدرسة صغيرة للأطفال لتدارس القرآن الكريم