فروع المأثورات الشعبية(1)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ويمكن حصرها في (سـتة فروع أصـلية) ، وفرع سابع إضافي ، وهي/
** أولا ــ الفنون القـولية :
وأعـني بها(الأدب الشعبي)الذي يعتمد عـلى إستخدام الكلمة سواء أكانت
منثـورة ، مثل :
الخرافات والحكايات والأساطير والنوادر والنكت والحكم والألغاز والأمثال
الشعبية ، وأيضا الأقوال الشعبية المأثورة والكلمات السائرة والمصطلحات
العامية ..أو منظومة أي "الشعر العامي المنغم" بصورة عامة بما في ذلك
نـص الأغاني والمواويـل وبعـض الألغازوالحكم والأقوال المأثورة الشعبية ،
وجميعها تنظـم عـلى أوزان خاصة أساسها النغــم والإبقاع ، ذلك لأن هـذه
الأشعاركانت تنظم عادة لتلقى في تجمعات الإحتغالات الشعبية بالمناسبات
المختلفة التي كان من أهمها تلك التي تقام بمناسبة الزواج والختان .
وقلما يخلو مجتمع بشري من هذه الأشكال الأدبية الشعبية ، وفي تونس وليبيا
نجد أن جميـع الدراسات الأولى أوعلى الأقل أغلبها في هذا المجال قد ركزت
على الشعرالشعبي بالذات ، وأستـخدمت كلمة "الأدب الشعبي" لتشـمل كافة
فروع الفنون الشعبية ، حيث يقول الأستاذ :
محمد سعـيد القشاط ، في كتابه "الأدب الشعبي في ليبيا"ـ 1968م ـ ص11،
(فكلمة الأدب الشعبي تطلق على موضوع أعم وحديث أشمل ، فالشعرالملحون
والقصص الشعبية ، وكذلك الأساطير والأمثال الشعبية وحتى الـرقص الشعبي
والموسـيقى الشعـبية تسمى في مجمـوعها أدبـا شعبيـا) ..
وما نلاحظه في هذا التـعريف أن الموسيقى الشعبية وكذلك الـرقص الشعـبي ،
لايدخلان في الأدب الشعبي الذي يعتمد أساسا على فن الكـلمة سواء أكانت نثرا
أوشعرا ،ولكنهما يعتبران من الفروع المتخصصة من المأثورات الشعبية .
** ثانـيا ــ الموسيقى الشـعـبية
وتشمـل كل الإيقاعات والأنغام الشعبية المتوارثة ، والأدوات والآلات التي
تعزف عـليها ، وكذلك الأغاني المصاحبة لها والـتي تعتبـر أدبا شعـبيا عند
دراسة نصوصها ، والموسيقى عموما والشعبية منها بشكل خاص ،يكون لها
عادة تأثير بالغ على النفس البشرية ، في كل مجتمع ، لأنها من إنتاج أبنائه ،
وتعبر عن أحاسيسهم ومشاعرهم ، وهي أداة تـرفيهـية لهم وشأنها شأن العديد
من مظاهـر المأثـورات الشعبية بصورة عامة ، وخصوصا عند مرافقة الأداء
الغنائي لها ، فإنها تعـمل على تنمية وتأكيد روح التضامن بين أفراد المجتمع ،
ثم إنها من خلال هذه الأغاني المصاحبة إنها تحاول أرساء دعائم روح الوطنية
والقومية لـدى الأفــراد وكمثال :
فمن المواطن الذي لا يتأثر عند سماعه لأغاني فنانين العـرب الكبارالذين غـنوا
للـوطن العربي الكـبير ، رغـم إن هذه الأغاني والأناشـيد قديمة ومضى عليها
الآن أكثرمـن ثلاثين عاما ولكنها لا تزال حية بيننا الى وقتنا الحاضر .
كما تعـتبر الموسيقى من خلال أغانيها المرافقة ، واحـدة من الوسائل الناجحة
عن السخط الإجتماعي ومتنفسا لمتاعب الحياة ، وما يقوم به الإنسان من عمل
شاق طول اليوم ومن الطبيعي أن يكون للموسيقى والأغاني الشعبية دورا بارزا
في هذا الخصوص .
وفي ذلك يحضرني ظاهـرة "الحضرة" أوما يعرف(بالزار) في بعض الأقطار
العربية وهـو إسم يطلق على حلقة الذكـر التي يقـيمها مـريدوا الطرق الصوفية
بزواياهم ، وعنـدمـا يقومون بزيارات أضرحة الأولياء والمقابـر بشكـل عام ،
ظاهـرة منتشرة في البلاد العربية والإسلامية ، ويمكن النظر اليها كأداة للترفـيه
والإلتقاء بين أفراد المجتمع سواء من أجل طلب الشغاء والخلاص من العفاريت
"مس الجن" أوبغرض الإشتراك وحظور الوليمة التي قد تقام بهذه المناسبة أو
بغرض الإستماع الى الإيقـاعات والموسـيقى أي(الى الأنغام الغنائية ونصوص
الأذكار) إضافة الى المشاركة في أداء الحركات التي عـادة ما يؤديها المريدون
أثناء الذكر ، وغـير هذه الظاهرة هناك الكثير مثل إحتفالات الزواج ، والختان
وكذلك الإحتفال ببعض المناسبات الخاصة .....الخ .
يتبع .................
** ثالثا ــ المـعـقـدات الشعـبية
ـــــــــــــــــــــــــ