أنقذوا الفرقة الوطنية من الضياع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حقيقة كان لها شأن كبير ، ويشهد على ذلك الوثائق التي نحتفظ بها عندنا حيث شاركت فرقنا الفنية بمختلف أنواعها وفنانينا بأطيافهم وتخصصاتهم المختلفة في العديد من المهرجانات الدولية والعالمية دااخل ليبيا وخارجها وقد حازت على التراتيب المرموقة في كثير من هذه اللقاءات ، ولا يخفى على من عرفو ا(فرقة المالوف ، وفرقة موسيقى الإذاعة وفرق المسرح) وفرقة طرابلس للفنون الشعبية التي أسست عام 1963م وأصبحت الآن تحمل إسم(الفرقة الوطنية للفنون الشعبية)والتي يطول الحديث حول إنجازاتها الكبيرة ، وأنا من المنضمين اليها منذ عام 1966م ولا زلت أواصل مزاولة نشاطي الفني والبحثي خارجها ، بعد أن همشت وأبعدت نظرا لدفاعي عن هذا المجال الذي تربيت وتخصصت فيه ، مثلما دافعت عن الفنانين الحقيقيين العاملين به والمطالبة بحقوقهم . حيث رفعت قضايا في مسؤولي الفنون الشعبية ، الذين أبعدوا فنانين آخرين غيري الى (المكب) ، وقد عادوا لفرقتهم بفضل ثورة 17 فبراير في الأسبوع الماضي ، وهم الآن يرقضهم هؤلاء الذين طردوهم بالأمس ولا يزالوا باقين في مناصبهم الى اليوم . وقد دمروا هذا الصرح الكبير والتاريخ العريق لهذه الفرقة(أم فرق الفنون الشعبية) في ليبيا ، وطمسوا معالم معرضها الدائم للمأثورات المادية ، والمعرض الذي كان يضم تاريخ مسيرتها الفنية طوال مدة تجاوزت السبعة وأربعين عاما(تعرض فيه الهدايا وشهادات التقدير ......الخ) وللأسف فقد حول مقرها الذي تتواجد فيه منذ عام 1967م وصالات(معارض إنجازاتها)الى مكاتب يتجمع فيها موظفو إعلام طرابلس سابقا وبدون عمل ، بعد أن كدسوا ما كانت تحتويه هذه المعرض في جارج . ومن حبي لفرقتي هذه ، كأني سمعت هاتفا ينادي بعد نجاح الثورة المباركة أيها المسئو لين ـ أيها الثوار ـ أيها الناس !! ، أنقذوا هذه الفرقة من الضياع والإندثار بعد أن حولها من هم فيها الى فرقة قزمية ، لإحياء حفلات هابطة ، الغاية منها هو الكسب المادي لهؤلاء الدخلاء على الفن فقط ، ولتذهب الفنون الشعبية والفنانين في ستين داهية .