فنون الطرب الليبي
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(المواويل والأغاني الشعبية)
إن التركيبة العامة للسكان في ليبيا منتذ القـدم ، بالإضافة الى
إتساع أرضها المترتمية الأطراف مما جعلها تشترك حدوديا مع
ستة دول أفريقية ، إن ذلك قد لعب دورا كبيرا في التنوع الكثير
والإختلاف الكبيرالذي نلاحظه اليوم في فنونهم الشعبية حيث أكد
العديد من الباحثين والدارسين والمهتمين بالترااث ، بأن ليبيا من
أغنى بلدان العالم بالمواد الفولكلورية(المأثورات الشعبية)وعلى
الخصوص في مناطقها الجنوبية الثرية والغنية جدا بمظاهرالفنون
الشعبية الممثلة في الغناء والموسيقى ، والفـن الحركي الشعبي ـ
الرقص الشعبي ـ وهذا لايعني بالطبع خلو المناطق الأخرى مـن
مثـل هذه المظاهـر للحياة الشعبية في ليبيا .
فعلى سبيل المثال لا الحصر ، نلاحظ أن المناطق الشرقية تشتهر
بأغاني العلم وصوب حليل وكان يعقد في أغلب مناطقها ما يسمى
(بيـت الجلاس) ، كما تردد في أرجاء من مناطقها بعض الأغاني
الشعبية الخفيفة المصاحبة لآلـة(المزمار الشعبي) ، ونجـد بالوسط
وما حولها بإتجاه الغرب الى قرابة مناطق جبال نفوسة أغاني يطلق
عليها(الموقف ، والطبيـلة) والمواويل الشعبية ، ومنها حداء الإبل
ـ وتؤدى كما تغنى أغاني العلم تقريبا ـ وأما في مناطق مصراتة
وضواحيها فنستمع الى أغاني السمر(السامر) المرافقة للعزف على
آلة(المقـرونة)الموسيقية أحيانا ..
أما منطقة(زليتـن) فأن شهرتها الأولى هي إنها بلد التصوف ولهذا
نجدها تشتهر أكـثر بالأغاني الدينية(المدائح والأذكار) التي تنتشـر
في كل مناطق ليبيا ، ورغم ذلك فإنها لا تخلو هي وضواحيها مـن
المظاهرالإحتفالية التي تؤدى فيها الأغاني الشعبية المصاحبة لآنغام
آلـة(الـزكـرة الساحلية) ..
أما مدينة طرابلس وضواحيها فنجد فيها أغاني السمرالتي عادة ما
كانت تصاحب العزف على آلـة العود والجرانة (الكمنجة) أحيانا ،
وغيرها هناك أغاني(المالوف والموشحات الأندلسية)التي يصاحبها
أحيانا العزف على آلة(الغيطة) ، كما توجد أغاني(الزمزامات) .
وفي المناطق الغربية تستمع الى أغاني(الطبل) ، وبـمناطق جـبال
نفـوسة فإنه مع آلة الزكرة الجبلية تردد الكثير من الأغاني الشعبية
ذات الطابع الخاص ، وفي أحيان كثيرة نستمع اليها تتخللها أغاني
وأنغام شعبية من الجنوب الذي تنتشر فنونه وأغانيه في كل المناطق
الليبية دون إستثناء ، وهي التي طغت في الآونة الأخيرة على كافة
أغاني المناطق الأخرى ، حتى صرنا قد لا نسمع في جل مناسبات
الإحتفال بها ، غــيركلمات وأنغام أغاني الجنوب التي يطلق عـليها
جـزافا(المسـكاوي) ، وكأن أغني هذه المنطق باتت لا تتمشى مـع
الظروف الحالية للمجتمع ولا تعبر عنها ، أو إنها صارت لا تستطيع
مواكبة التطورالسريع لعقول الشباب الذين وجدوا ضالتهم في أغاني
وأنغام مناطق الجنوب الليبي فتبنوها وتغنوا بها ..
وإذا ما إستمر الحال على هذا المنوال ، فإنه سيأتي اليوم الذي قـد
تطمس فيه كل الأغاني الشعبية الخاصة بهذه المناطق ، وهي قياسا
الى ماهو موجود بالجنوب تعتبر قليلة جدا ، ولكننـا نكون إذا حدث
هذا قد خسرنا جزءا هاما من تروثنا الفنية الشعبية وخصوصا بالمدن
التي تعتبر هي أصلا فقيرة منهـا ، وهو الأمر الذي يفــرض علينـا
ضرورة تكثيف الجهود لتسجيلها على الأقل وبشتى الطرق ـ مرئية
مسموعة بل ومكتوبة أيضا ـ وتوثيقها وحفظها بأرشيف متخصص ،
بإعتبار إنها تمثل أحد المصادر الهامة لمسيرة تطورنا الفني والثقاقي
والتاريخي أيضا بهذه المناطق ..
*******إذا نقلت تذكر الله وأذكر المصدر....وشكرا)
منيرتاج الدين منير
ــــــــــــــــــــــــ
السيلاوي..الغريفة