أغـاني العــمــــل
ـــــــــــــــــــــــــ
كان الناس في الزمن الماضي يعتمدون على فطرتهم وقوة أبدانهم لإنجاز
الأعمال المختلفة التي تـرتبط بحياتهم الخاصة والعامة من قريب أو بعيد ، أي
سواء المادية منها أو تلك المهام النظرية التي تعتمد على الفكر وإستخدام العقـل
الذي لم يكن هناك بديلا له ليحل محله مثلما يفعل(الكمبيوتر) في عدة مجالات
الآن ، وكذلك الآلة التي أخذت مكان القـوة العضلية اليوم ، ولذلك فأن الإنسان
قد تدبر أمره ، ثم إستعان ببعض الحيوانات الأليفة(كالحصان والجمل والحمار
وحتى الكلاب...) وغيرها ، بعد أن جعلها تأنسه وتـألفـه ، ثم طـوعها للعمل
معه كي تساعده للوصول الى غاياته وتحقـيق طموحاته المرتبطة دائما ببعض
المهـن والحرف الحية وخصوصا تلك التي تتطلب جهدا قد لا يستطيع الإنسان
توفيره لوحده مثلما هوالحال في الرعي والزراعة وبعض الصناعات وغـيرها ،
ولكن رغم ذلك فأن الإنسان لم يقدرعلى الإستغناء عن بني جـلدته مـن الناس ،
ذلك لأن الطبيعة البشرية تفــرض عدم الإتطواء على النفس وضرورة التعامل
مع الآخرين بروح أخوية وبكل صدق وأمانة وهذا ما جعله ينخرط في تشكيل
تجمعات بشرية لتعيش مع بعضها وهو ما كون المجتمعات الإنسانية المعروفة
اليوم في نهاية الأمـر، ولكي تستـمرالحياة فـقـد فـرضت الطـبيعة على الإنسان
ضرورة التعاون مع غيره أيضا ، فأسّسَ التجمعات الخاصة التي تضم مجموعة
من الأفـراد أصحاب الحــرفة الـواحدة ، كما إعتمد في كثـير مـن ألأحيان علـى
التجمع الأسري والعائلي لإنجاز بعـض الأعمال المختلفة بوجه عام ، و كنتيجة
لهذه التجمعات العاملـة ، فقـد أنتجـت العـقـلية الشعــبية بعض الطقوس التي من
شأنها مساعدة العامل على عدم الإحساس بالثعب والوحدانية ، وذلك بأن أضفت
هذه العقلية على حركة العمل بعض اللمسات الفنية والأشكال الجمالية وصاغت
لهـا الكثيرمن العبارات والألفاظ الشعرية والنثرية ، التي جعلت الفرد العامل ابد
وأن ينسجم مع ما يفـعـله إنسجاما تاما ، وغالبا ما يظهـر هذا الإنسجام في تلـك
الحركات التي يقـوم بأدائها أوفي ما يترنم به من نغـمات وما يـردده من أغاني
عادة ما تكون نصوص أشعارها مرتبطة بمهنته أو بالعمل الذي يقوم به لإنجازه
من الأعمال المختلفة التي لها إرتباط مباشر بمجالات الحياة ..
وإن الأمثـلة التي سأكتبها هنا ، ستكون مستـقاة مما أعـرفه حول نظم ومناهج
ممارسة هذه الحرف أو مـن ما سمعته وقرأته عنها في المجتمع الليبي .