الشعر العامي المنغـم
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(الشعر الشعبي)
في هـذا المبحث سأتناول الشعرالعامي المنغم بإعتباره أحد أغصان(الفنون
القولية)التي أرى إنهـا تتـمـم بعضها البعض با لتـشابك الكبير فيما بينها ،
كما إنها مجتمعة تكمل موضوعات الفروع الأخرى للمأثورات الشعبية ،
وسأتحدث عن هذا الغصن الذي كان قديما يعتبر عـصب فـروع وأغصان
الثـقافة الشعبية كلها لأنه يكاد يكون الوسيلة الإعلامية الرئيسئة بالمجتمع
خلال الأزمنة الماضية ، كما إنه يحفظ بين قوافيه تسجيلا وتوثيقا واضحا
لكل التفاعلات الإجـتماعية بكل أنماطها وألوانها التي كانت تحدث فيها بل
ولا يزال يقوم بدوره في هذه العملية التوثيقية حتى في وقتنا الحاضر الذي
يزخر بالكثير من وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي المتطورة والسهلــة
ولكنها في جميع الحالات تعتمد على الإنسان وأفكاره وكتاباته فلا غنى عن
الورقة والقلـم مهما تقدم العلم ، كما يحاول الشعراء عن طريق الشعرالعامي
القيام بتناول القضايا الإجتماعية المختلفة ، وطرحها في قالب شعري غنائي
فيسهل حفظها وبالتالي ترديدها وفهم معانيها وما تدعو اليه من إصلاح كما
إنهم من خلال قصائدهم يحاولون أن تكون لهم مساهمات فاعلة يشاركون بها
لبناء مجتمعهم ، وذلك بطرح تصوراتهم للحياة العامـة التي يتمنونها لأفراده ،
في الحاضر والمستـقبل ..
فالشعرالعامي المنغم غالبا ما يخرج من قلوب صادقة وتصغى له عقول واعية
ووواعدة ، مما جعله سجلا ضخـما لا تـنتهي صفحاته الا بنهاية الكون ، وهو
وحده الذي يحوي أبياتا شعرية تعبرعـن مشاعر وأحاسيس أبناء المجتمع ككل
(أي مجتمع)وبدون إستثناء .
ومن خلال كتاباتي سأحاول إنشاء الله تسليط الضوء على هذا النوع من الشعر،
من حيث نشأته وأقسامه التي عرف بها في بيئته الأولى ، وكذلك أشهرموازينه
المعروفة في(تونس وليبيا) مع إشارة الى الرمزية والصورالبلاغية فيه ، لأختم
هذه الد راسة بعرض للأغراض الإجتماعية التي ينظم فيها موضحا ذلك بأمثلة
أشعار بعض(الشعراء العرب الليبيين) المتوفـرة لدي في هذه المجالات ، والتي
أرى إنها لا تختلف كثيرا في مضامينهاا وأغراضها وربما حتى في أوزانها عن
نظائرها في وطننا العربي الكبير ، خصوصا وإنها تعتبر وبكل تأ كــيد إمتـدادا
لها و قد تطـورت عنهــا .
منيرتاج الدين منير
ـــــــــــــــــــــــــــــ
طرابلس 2005م