فن المالوف والموشحات
الأندلسية في ليبيا
ـــــــــــــــــــــــ
بين الـزجـل والشعـر الفـصيج ..
يـعـرف الـزجـل ، بأنـه تـنـغـيم الصوت ، والإلقاء بصـوت مـنـغم
وغـيرعادي لافـتا للإنتباه ..
ويقر بعـض الباحثين والدارسين بأنه لا يوجد فرق كبير بين أشعار
الزجل والشعرالفـصـيح ، وهما يـتفـقان من حيث الوزن ولا خلاف
بينهما..فأوزان الـزجل تكاد تكون هي نـفـس أوزان الشعـرالعربي
الفصيح ، وإن بحورهما أيضا متقاربة جدا والزجل يعتبره الباحثون
والدارسون بأنه إحدى طفرات الشعر الفصيح ، ويمكننا القـول بأنه
هوالرابط بين الشعرالفصيح والشعرالعامي اللغة بأنماطه المختلفة .
وأما الفرق الواضح بينهما فيكمن في عدد أبيات القصيد والقافية ..
ففي الشعرالفصيح نجد الشاعرغيرمقيد بعدد محدد لينظم في إطاره
القصيدة الشعرية، وله مطلق الحرية في إختيارتحديد عدد أبياتها..
ولكن بالنسبة لشاعـرالزجـل فإنه عليه ضرورة الإلـتزام بضوابط
معـينة في هذا الخصوص ومنها عدد الأبيات الذي سنه الأولون ،
وهـو في الـزجـل قـليل ، وإن تطورفيما بـعد وازداد عـدد أبيات
القصيد الزجلي شيئا ما ..
وأما من ناحية(القافـية)، فإن الأشعارالفصيحة تخـضع دائما الى
ضرورة الإلتزام بالقافية في نهاية عجز البيت ، وتوحيدها في أبيات
القـصيد كـلها مـثل :
قـول الشاعـر/إبـن هانيء الأنـدلـسي ، في الأبيات التالية :
وهــب الـدهـر نـفـيـسا فاسـتـرد.......ربمـا جـاد بخـيل فحـسـد
كــلمـا أعـطــى فـوفي حـاجـة.......بــيــد شـيئـا تـلقاه بــيــد
كــاذب جـــاء جـهاما زبـرجـا.......بعدما أومـض برق ورعد
خـاب مـن يـرجــو زمـانا دائـما.......تعرف البـأساء منـه والنكد
فإذا مـا كـدر الـعــيـش نـمـا.......وإذا ما طيب الـزاد نــفــد
وأما في الزجل ، فإن للشاعر حرية أوسع في ذلك ويستطيع إستعمال
القافية في صدر البيت وعجزه ، وإن وضعها فإنه يرتبط بنوع الشعر
الـزجلي الذي يقـوم الشاعرالزجال بنظمه ، وهو بالطـبع يخـتلف من
بيـئة الى أخـرى ، سواء من حيث أنواعه وتراكيبه ، أو مـن ناحـية
أوزانه التي أرى إنها صار لها إرتـباط وثـيق بـأوزان الشعر العامي
المـنـغم ـ أي (الشعر الشعبي ) ومن مثال ذلك :
لـمـا رأيـت الغيد ما بين الشجر.........عقلي مضى والروح مني فانيه
ونـقــروا الـطـار وحركوا الوتر..........غنوا صـبا ساروا بسيره باهيه
وعــيونـهم بالحـق سحروه القمر..........ووجوههم مثل البدور الزاهيه
وجـناتهـم كالورد فـتح في مطر...........خلوا قلبي مثل ورقـه بـاليـه
وقـد نجد بعض التبايـن (قل أو أكثر)بين أشعار الزجل في بلاد الشام
والجزيرة العربية وبين نـظيره في منطـقة المغرب العربي ، التي تعـتبر
أشعارالمالوف والموشحات من أكثرالأشعار إنتشارا بهـا من هذا النوع
من الشعرالزجلي..
ويعرف فن المالوف والموشحات(بفن الآلة أوالـموسيقى الأنـدلسية ، أو
الطرب الغرناطي في المغرب وغـربي الحزائر، ويعرف بالمالوف في
شــرقي الجزائر وتونس وليــبيا ..
وبالرغـم من وجود كـثير من الـتشابه والإتـفـاق في النـصوص الأدبية
للنـوبات المـتداولة في هـذه الأقـطار، فإن هـناك فـروقا واضـحة بينـها
في حـركات النـوبة وألحانها وأوزانـها الموسيقـية ، وفي تـقاليـد أدائـها
ومـناسـبات عـرضها .
وقد يرجع سبب هذه الفروق الى الإختلاف في مصادرالهجرات البشرية
التي حملت هذا التراث ، حيث ينسب تراث النوبة في المغـرب لمدرسة
غرناطه وبلنسية ، وفي الجزائـر لمدرسة قرطبـه وفي تـونس لـمـدرسة
إشـبيلية ، وفي ليبيا لمدرستي إشـبـيلـيـة وغـرنـاطـة) .....
المرجع //
كتاب النوبة الأنـدلسية ـ للدكتور/عـبد الله مختار السباعي ـ منشورات
المـركــز الوطني للمأثورات الشعـبية ـ سبها2001/ليبيا .
منيرتج الدين منير
ــــــــــــــــــــــــ
السيلاوي/الغريفة