بداية الإهتمام بالفن الشعبي الليبي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ربما كان مـوضوع الفنون الشعبية في ليبيا يشغـل بال الكـثيرين من
المهتـمين بالأدب الشعبي منـذ ثلاثينات القرن العـشرين ، ولكـن أمام
الخوف الشـديد من التحفظات الإجتماعية الكامنة في نظــرة الإزدراء
والإحتقارلكل من يعمل في مجالها ، وهي الباقية آثارها الى الآن في
مجتمعـنا رغم أننا نزعم التطوروالحداثة ، وذلك كنتيجة للفهم الخاطيء
لمصطـلح(الفـنون الشعبية)الذي عادة ما يـفسربأنه(حركة هزالوسط)
المنـبوذة من قـبل المـجـتمع بصورة عامة ، وهي التي أعـتقـد انه ما
كان يعـرفها قبل مجيء اليهود والترك ((بجواريهم)) الى المـنطقة ،
بالإضافة الى عـدم تـوفر المتخصـصين في مجال التراث والمأثورات
الشعـبية عموما في تلك الأيام وهم الذين يقـع على عـاتقـهم مسؤوليات
الجمع والبحث والـدراسة والتوضيح وإفهام الناس،ولذا فقد غابت عملية
الإهـتمام بالفـنون الشعبية أو مايعرف (بالرقص الشعبي)لدى البعض ،
وإن كان قـد ظهـرت في تلك الفـترة إهتمامات فـردية كـثيرة ببعض
مظاهر(الأدب الشعبي) القولية وخصوصا الشعرالعامي المنغم(الشعر
الشعبي) والأغـنية الشعبية باعتـبارهما من أكثر المواد الفولكـلوريــة
شـيوعا وإنـتشارا ، وقد لا تحتاج عملية جمعها الى جهـد كبيركبـقـيـة
مواد الثـقافة الشعبية الأخرى، ولقـد كان لهـذه الإهتمامات دورا كبيرا
في توثـيق هذه الأشعار والأغاني والإحـفاظ بـها لدى هؤلاء العاشـقين
الشباب للـتراث ، أما في مكـتباتهم الخاصة أو بإظهارها وطباعتها في
كتب خاصة بها ، تكاد تعتبرالآن هي المراجع الوحيدة في هذا المجال،
على الرغم من إفـتقـارها في أحيان كـثيرة الى إتـباع أساليب ومناهج
البحث والـدراسة العلمـية عـند تناول مواضيعهـا ، وهذا يرجع بالطبع
لقـلـة الخبرة العملية والعلمية بطرق جمع المواد التراثية من بيـئاتها .
ولكن مجهودات هؤلاء المهتمين الأفراد مهما كانت نتائجها تعتبربحق
خطوة رائـدة وجبارة من قـبلهم عـلى درب الإهـتمام بتـراثنا وفـنـوننا
الشعـبية ويجب إحترام هذه المجهودات وشكرهم غـلـيها .......
منير تاج الدينمنير
ــــــــــــــــــــــــ
السيلاوي..الغريفة